تعتبر الحوكمة جزءًا أساسيًا من أي منظمة، حيث تحدد كيفية اتخاذ القرارات وإدارة الموارد، في السنوات الأخيرة، ظهرت الحوكمة الرقمية كبديل فعال للحوكمة التقليدية، مما يتيح للمنظمات تحسين كفاءتها وشفافيتها، في هذا المقال، سنستعرض الفروق بين الحوكمة التقليدية والرقمية، وما يمكن أن تكسبه منشأتك من هذا التحول.
الحوكمة التقليدية مقابل الرقمية: تحول المنشآت نحو المستقبل
- الحوكمة التقليدية
تتميز الحوكمة التقليدية بالهيكلية الثابتة والعمليات اليدوية، مما يؤثر سلبًا على كفاءة الأداء.
تشمل خصائصها الرئيسية ما يلي:
-الهيكل الهرمي: تعتمد الحوكمة التقليدية على نموذج هرمي حيث تتركز سلطة اتخاذ القرارات في القمة، هذا الهيكل يمكن أن يؤدي إلى بطء في اتخاذ القرارات، حيث تتطلب التوجيهات والموافقات من مستويات متعددة، مما يحد من القدرة على الاستجابة السريعة للتحديات والمتغيرات في السوق.
-العمليات الورقية: تعتمد هذه الأنظمة بشكل كبير على المستندات الورقية والتقارير المكتوبة، مما يعيق سرعة التنفيذ ويزيد من احتمال الأخطاء، يتطلب التعامل مع الوثائق الورقية وقتًا وجهدًا كبيرين، حيث تحتاج المعلومات إلى جمعها وتنظيمها، مما يؤدي إلى تأخير في تنفيذ الإجراءات.
-قلة الشفافية: في النظم التقليدية، قد يكون من الصعب على الموظفين أو أصحاب المصلحة فهم العمليات والقرارات المتخذة، هذا الغموض يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة بين الفرق والإدارة، حيث يشعر الموظفون بأنهم غير مطلعين على كيفية اتخاذ القرارات التي تؤثر على عملهم.
- الحوكمة الرقمية
تستخدم الحوكمة الرقمية التقنيات الحديثة لتحسين عمليات الإدارة وتعزيز الكفاءة.
تشمل خصائصها الرئيسية ما يلي:
-الشفافية: تعتمد الحوكمة الرقمية على توفير المعلومات والبيانات بشكل مفتوح وسهل الوصول إليها، مما يعزز الثقة بين جميع الأطراف المعنية، هذا الانفتاح يمكن أن يسهم في تعزيز المشاركة والمساءلة، حيث يصبح من السهل على الموظفين وأصحاب المصلحة متابعة سير العمليات وفهم القرارات المتخذة.
-القرارات المبنية على البيانات: تعتمد هذه المنهجية على تحليل البيانات للحصول على رؤى دقيقة وشاملة، مما يساعد في اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، من خلال الاستفادة من أدوات تحليل البيانات، يمكن للمؤسسات تحديد الاتجاهات والأنماط التي قد لا تكون واضحة في الأنظمة التقليدية، مما يعزز القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة.
-التواصل الفعال: تتيح الحوكمة الرقمية استخدام أدوات التواصل الرقمي مثل البريد الإلكتروني، ومنصات التعاون، وتطبيقات المراسلة الفورية، مما يعزز التعاون بين الفرق، يسهل هذا النوع من التواصل تبادل المعلومات بسرعة، مما يمكن الفرق من العمل بشكل أكثر تنسيقًا وتحقيق نتائج أفضل في الوقت المناسب.
بشكل عام، توفر الحوكمة الرقمية إطارًا أكثر فعالية للإدارة، مما يمكن المؤسسات من التكيف مع المتغيرات السريعة في بيئة الأعمال.
ماذا تكسب منشأتك من تطبيق الحوكمة الرقمية؟
- زيادة الكفاءة
تسهم الحوكمة الرقمية في تقليل الوقت والجهد المبذولين في العمليات الإدارية، من خلال أتمتة المهام الروتينية، يمكن للموظفين التركيز على الأنشطة الاستراتيجية.
- تحسين الشفافية
تساعد التقنيات الرقمية في تقديم معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب لأصحاب المصلحة، مما يعزز الثقة والمصداقية.
- تحليل البيانات
يمكن للمنظمات استخدام أدوات تحليل البيانات لفهم الاتجاهات والسلوكيات، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة.
- تجربة العملاء
مع تحسين العمليات، يمكن للمنظمات تقديم خدمات أفضل للعملاء، مما يعزز رضاهم وولائهم.
- التكيف مع التغيرات
تتيح الحوكمة الرقمية للمنظمات التكيف بسرعة مع التغيرات في السوق أو البيئة التنظيمية، مما يزيد من قدرتها التنافسية.
في الختام،
إن الانتقال من الحوكمة التقليدية إلى الحوكمة الرقمية ليس مجرد تحسين تقني، بل هو تحول استراتيجي يؤثر على جميع جوانب المنظمة، من خلال الحوكمة الرقمية، يمكن لمنشأتك تحقيق مزايا تنافسية واضحة، مما يساهم في نجاحها ونموها المستدام.